سيرة ذاتية
روايات
مقالات
حوارات
اخبار مريم مشتاوي
جاليري مريم مشتاوي
اصدارات
شعر مريم مشتاوي






مقالات الاديبة مريم مشتاوي الاسبوعية بالقدس العربي

07/06/2021 - 06:14:54 pm
في حي «الشيخ جراح» تألق رياض محرز واختفى محمد صلاح… ومصرية تسرد تاريخ فلسطين للملايين

 

 

في حي «الشيخ جراح» تألق رياض محرز واختفى محمد صلاح… ومصرية تسرد تاريخ فلسطين للملايين

 

لا أتابع عادة كرة القدم، وهي اللعبة التي يرى فيها الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر أنها «تختصر الحياة بكل تعقيداتها وقوانينها».

هي غير حاضرة في عوالم الأدب، الذي أحاول الاقتراب منه في الكتابة والقراءة، رغم أن الشاعر الفلسطيني محمود درويش طرح ذات يوم تساؤلاً «لماذا لا تكون كرة القدم موضوعاً للأدب؟».

جاء ذلك في مقال نشره في مجلة «اليوم السابع» حول النجم الأرجنتينيّ دييغو أرماندو مارادونا، عقب إنتهاء كأس العالم عام 1986.

لكن حرارة الأحداث الدامية التي تشهدها الساحة الفلسطينية فرضت نفسها على يومياتنا، سواء كنا في عالم الأدب أو الرياضة أو الفن.

لقد نجح الفلسطينيّون في لفت أنظار العالم لقضيتهم عبر استخدام واع لوسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي دعا الكثير من المشاهير للتفاعل معهم.

هكذا شارك عدد من نجوم الرياضة والفن صوراً عكست تعاطفهم مع القضية، التي ألهمت تكتيكات انتفاضتها الأولى في التسعينات الحركات التحررية والثورية حول العالم. وقد قال وقتذاك نيلسون مانديلا: «نعلم جيداً أن حريتنا منقوصة من دون حرية الفلسطينيين».

اليوم، وفي ظل التحولات، التي يشهدها العالم، والتظاهرات التي حركت الرأي العام العالمي، لم تعد فكرة القبول بالصمت واردة.

لا بد من قول كلمة الحق أمام جرائم الاحتلال الهمجي، الذي يخلي بيوت المقدسيين قسراً ويدمر الأبراج في غزة. فإما أن تنحاز دون مواربة للحق وتتحمل تبعات هذا الانحياز على المستوى الشخصي، أو تبقى مرتهناً للصورة التي تخشى اهتزازها تبعاً لموقفك السياسي.

في 11 الشهر الجاري شارك لاعب منتخب السنغال الدولي ونجم نادي ليفربول الانكليزي ساديو ماني صورة لبيت المقدس، وكتب عليها «يدمي القلب – الحرية لفلسطين». تفاعل معه المتابعون من كل أنحاء العالم. وأشادوا بوضوح وشجاعة اللاعب الأفريقي. بعد جرأة ماني في توظيف الرياضة لخدمة العدالة حتى لا أقول السياسة، توقع كثيرون أن يقوم زميله في نفس النادي اللاعب الدولي المصري محمد صلاح برفع علم فلسطين في ملعب «الأنفيلد» ولكن ذلك لم يحصل رغم تسجيل «مو صلاح» لهدف في مرمى نادي «وست بروميتش». أثار هذا الصمت رواد وسائل التواصل الاجتماعي الذين بدأوا يسألون عن السر وراء هذا الحياد غير المتوقع من لاعب عربي ومصري يحظى بمحبة الملايين إزاء جرائم الاحتلال التي ترتكب في وضح النهار.

بدأت هذه التساؤلات تتصاعد في حدتها، خصوصاً بعد أن رفع لاعب منتخب الجزائر ونادي «مانشيستر ستي» رياض محرز علم فلسطين خلال تتويج فريقه في بطولة الدوري الإنكليزي.

تفاعل آلاف المتابعين العرب وغير العرب مع شجاعة محرز وتعاطفه الواضح مع الجرح الفلسطيني.

كما نشر المعلق الرياضي الجزائري حفيظ دراجي على صفحته في الفيسبوك صورة لمحرز مع علم فلسطين، وكتب «لن نترك فلسطين تسير لوحدها».

يا للصدفة، فإن ما كتبه دراجي هو نفسه شعار نادي ليفربول، الذي يردده اللاعب محمد صلاح قبل انطلاق كل مباراة منذ 4 سنوات:

سر، سر والأمل في قلبك

ولن تسير لوحدك أبداً

لن تسير لوحدك أبداً.

لكن، لماذا اختار دراجي هذا العبارة تحديداً وهو العارف جيدا أنها ليست شعار النادي، الذي يلعب لصالحه رياض محرز؟

هل أراد أن يذكّر صلاح بضرورة مواكبة الحدث الفلسطيني؟ لست أدري؟

بالطبع لسنا هنا في موقع تأثيم وتخوين النجم المصري المحبوب، ولا نشكك في نواياه. فقد عرف عنه القيام بأعمال خيرية ومساعدة المحتاجين وتقديم يد العون للكثيرين. لكن من حق المتابعين الذين أحبوه أن يسألوا عن غيابه في حضرة الوجع الفلسطيني.

ترى ما الذي يمنع شخصية رياضية وعامة لديها عشرات الملايين من المتابعين على الـ»سوشال ميديا» من التعبير عن موقفها؟ على ماذا يخشى صلاح وقد نال من المجد ما لم ينله أي زعيم ومسؤول عربي؟ ولماذا لم يحاكِ ما فعله زملاؤه نجوم الدوري الإنكليزي الذين تعاطفوا مع الشعب الفلسطيني علانية من أمثال الفرنسي بول بوغبا، والإنكليزي حمزة تشودري، والفرنسي ويسلي فوفانا.

ليعذرنا «أبو مكة» أو «فخر العرب» كما يطلق عليه المعلقون في القنوات الرياضية العربية.

فما هكذا تورد الإبل، ولا هذا الصمت هو ما كنا ننتظره. إن الصمت ليس بفضيلة حين يكون الحق واضحاً.

دائما وأبداً الموقف من فكرة الحق والعدالة هو اختبار لإنسانية المتعاطفين، وفضح لهشاشة المترددين. وليس هناك في عالم اليوم قضية أعدل وأوضح من القضية الفلسطينية.

شكراً للجزائري رياض محرز «فخر العرب» ووجههم الرياضي الأكثر حضوراً ونوراً في بلاد الانكليز.

 

تاريخ فلسطين بدقيقة ونصف

 

استطاعت الشابة المصرية إيمان عسكر(32 عاماً) أن تروي تاريخ القضية الفلسطينية، في أغنية مدتها 98 ثانية في اللغة الإنكليزية.

انتشرت الأغنية كالنار في الهشيم على منصات وسائل التواصل الاجتماعي. تحديداً «انستغرام» و»يوتيوب» حيث تجاوز عدد المشاهدات أكثر من 10 مليون مشاهدة خلال 48 ساعة.

استهلت إيمان الأغنية بكلمات: «ذات مرة كان هناك مكان يسمى فلسطين، عاش فيه المسيحيون والمسلمون واليهود بسلام. في ظل حكم الدولة العثمانية في القرن التاسع عشر. وفي تلك الأثناء أسس رجل الصهيونية، وأراد خلق وطن ومكان آمن لعرقه فقط».

وكشفت الشابة المصرية من خلال كلمات الأغنية تاريخ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، مختتمة بقولها: «ستتحرر فلسطين ذات يوم. علينا أن نكون على الجانب الصحيح من التاريخ. لا تسلم عقلك لوسائل الإعلام. يمكنك أن ترى الحقيقة بنفسك فتتعرف على القصة.. قصة فلسطين». وقد ذكرت إيمان في حديث لإذاعة (24 أف أم) الفلسطينية ضمن برنامج VIBES بالعربي أنها تفاجأت بشكل كبير بالانتشار الواسع الذي حققته الأغنية، مؤكدة أنه حقق هدفها بشكل كبير.

«كان عندي 10 أو 20 متابعا أجانب لا يعرفون عن القضية الفلسطينية أي شيء. لقد كان هدفي تعريفهم بها في سياق لطيف ليفهموا القصة من أولها».

مضيفة «أنا مصرية، واحنا طول عمرنا من واحنا صغار مهتمين بالقضية الفلسطينية ومنتابع الأخبار. لكن للأسف لا نستطيع أن نحقق أهدافنا».

تابعت «قبل فترة عثرت بين رسوماتي على صورة لمحمد الدرة ورسمة ثانية من 20 سنة لأطفال بيلعبوا وأطفال محاصرين أثناء العيد».

لقد أثر فيها هذا الموضوع بشكل كبير. كان عمرها عشر سنوات حين بكت في العيد بسبب آلام الفلسطينيين ولم يتغير أي شيء مع مجيء العيد في سنة 2021.

ما زال ينتابها الشعور نفسه تجاه القضية الفلسطينيّة. تقول: «لا ‏نشعر بالعيد أو نفرح به وفلسطين تمر بهذه الظروف».

وختمت حديثها: «أنا هلا عندي مسؤولية كبيرة. حسابي كان عليه 3 آلاف متابع. وبعد الأغنية وصل لـ 100 ألف متابع. سوف أفكر ألف مرة قبل أن أنشر أي قصة. سوف أحاول أن أوصل الرسائل بالشكل الصحيح».

نعم يا إيمان. لقد وصلت رسالتك إلى أرجاء الدنيا. وسوف نرددها لأطفالنا، كي يكبروا على حلم فلسطين. كي يرثوا أحلامنا. وكما قال درويش:

لم نحلم بأشياء عصية. نحن أحياء وباقون. وللحلم بقية.

 

 


اضف تعليق
عدد التعليقات :0
* الاسم الكامل
البريد الالكتروني
الحماية
* كود الحماية
البلد
هام جدا ادارة الموقع تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
مواضيع متعلقه
«أسطورة الرياض» في مواجهة «زعران» السوشال ميديا… من يعاقب... «أسطورة الرياض» في مواجهة «زعران» السوشال ميديا… من يعاقب... طفلة سورية تصمم من أكياس النفايات فساتين جميلة… وأخرى... طفلة سورية تصمم من أكياس النفايات فساتين جميلة… وأخرى... في لبنان: البؤس برعاية رسميّة … ورياضيّ جزائريّ يدفع... في لبنان: البؤس برعاية رسميّة … ورياضيّ جزائريّ يدفع... مصر: أحكام تمييزية ضد فتيات «تيك توك»… ولاجئ سوري يدعو... مصر: أحكام تمييزية ضد فتيات «تيك توك»… ولاجئ سوري يدعو... طرابلس تدفن أطفالها ونساءها وشيوخها والسياسيون قلقون... طرابلس تدفن أطفالها ونساءها وشيوخها والسياسيون قلقون...
تعليقات
Copyright © mariammichtawi.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع مريم مشتاوي
Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com