سيرة ذاتية
روايات
مقالات
حوارات
اخبار مريم مشتاوي
جاليري مريم مشتاوي
اصدارات
شعر مريم مشتاوي






مقالات الاديبة مريم مشتاوي الاسبوعية بالقدس العربي

26/01/2022 - 06:43:37 pm
في لبنان: حب فوق السبعين يقاوم النسيان وطالبات يفضحن أستاذهن المتحرش!
مريم مشتاوي /القدس العربي

في لبنان: حب فوق السبعين يقاوم النسيان وطالبات يفضحن أستاذهن المتحرش!

 

 

«أحمر بالخط العريض» برنامج تلفيزيوني حواريّ يقدمه بشكل أسبوعيّ الإعلامي اللبناني مالك مكتبي ويُعرض على قناة المؤسسة اللبنانية للإرسال وقناة الانتشار اللبناني. لشدة نجاحه استمر 12 موسماً متتالياً، وهو يعرض قصصاً من واقع الحياة ويسلط الضوء على أهم القضايا في المجتمع.

لا تخلو حلقاته أحياناً من بعض القصص الباهتة التي لا تضيف الكثير للمشاهد لكنه في الإجمال يعرف كيف يشد المشاهدين إلى شاشة التلفزيون باختياراته الخلافية وضيوفه الإشكاليين في معظم الأحيان.

منذ عدة أيام عرضت حلقة بعنوان «فوق السبعين» لم يلفتني فيها سوى ضيف وحيد حصدت قصته متابعات عالية على السوشيل ميديا، وأثرت كثيراً برواد مواقع التواصل الإجتماعي.

ربما لأننا ظننا بأن زمن الحب ولى، وبأننا نعيش زمن الانحدار والبلادة حتى في المشاعر.

زمن لو وجد فيه قيس لطعن ليلى ألف مرة مع سبق الإصرار والترصد… ولو كان فيه وضاح اليمن لرمى بحبيبته في الصندوق ورقص فوقها… وعنترة بن شداد العبسي كان ليهجر عبلة من اللحظة الأولى… وجميل بثينة كان ليقول لبثينة أنت تستحقين حباً أكبر من حبي من باب «التطفيش» وذلك لشدة فقره بعد أن سرق الكبار كل أموال الشعب.

نعم قد نظن بأن الحب نائم في بلد يغص بالفساد والمفسدين حيث يعاني أهله للحصول على رغيف خبز، إلى أن شاهدنا قصة العم لطفي في أحمر بالخط العريض.

إنها قصة الرجل الذي افترق عن حبيبته وهو في العشرين ولم يستطع نسيانها حتى بعد مرور خمسين سنة على الفراق وزواج كل منهما بشريك آخر.

انتظر لمدة ثلاث سنوات حتى يجيء دوره للظهور في برنامج مالك مكتبي علّ الأخير يساعده في العثور على حبيبة العمر ماريزا برنسكوني.

لقد بدأت القصة حين كان شاباً في العشرين من عمره والتقى بشابة إيطالية جميلة… يذكر شعرها الطويل الأسود وعينيها الزرقاوين وقامتها المتوسطة… يذكر تفاصيل القبلة الأولى… والمقعد والبحيرة… يتكلم بعشق ووله وكل ما يتمناه أن يلتقيها وهو في آخر فصول العمر ليخبرها بأنه مازال يحبها.

لقد أحبها بقوة ولا تفسير لمحبته لها سوى المحبة ذاتها… كمن لا يستطيع وصف البياض إلا بالعودة إلى نقاوته، وإلى طهره، وإلى ملائكيته.

جلس أمام مكتبي وهو يرتعش فيما الأخير يحمل الظرف الذي يحتوي على المعلومات التي رصدها فريق البرنامج بعد بحث طويل عن ماريزا برنسكوني استمر لمدة ثلاث سنوات.

لم يكن العم لطفي يرغب بمعرفة أي أخبار سيئة… كان يتمنى أن يسمع بأنها بخير أو ربما كان يحلم بأن يفاجئه مكتبي ويحضرها إلى الستوديو في لحظة مضيئة.

هكذا مدّ مكتبي الظرف نحو العم لطفي… تردد في حمله… وحين استجمع قواه فتحه ليعلم بأن ماريزا ماتت.

لكن كيف ماتت؟

انتحرت… نعم انتحرت… لم تقو على الحياة… ولا أحد يعرف سر انتحارها.

اغرورقت عينا العم لطفي بالدموع، وراح يردد: ضيعانها… ضيعانها.

انطفأ الحلم في لحظة… ولم يبق له سوى الذكريات… ربما لو لم يعرف الحقيقة لكان عاش على أمل اللقاء.

لكن على الرغم من الوجع والنهاية الحزينة إلا أن العم لطفي عرف الحب وعاشه بصدق… فما أهمية النهايات أمام لحظة عشق واحدة!

هكذا هو الزمن يؤكد الحب ويعززه أو يلغيه.

ولا شيء… لا شيء يبقى سوى الحب.

 

أستاذ متحرش

 

ومن الحب إلى وحشية أستاذ متحرش. هكذا وبكل انعدام ضمير استغل مهنته الإنسانية التي يفترض أن يربي من خلالها أجيالاً صالحة تبنى بها الأوطان، وبدلاً من ذلك وظفها لممارسة غرائزه الحيوانية.

 

«افتحي الكاميريا لشوفك»

هذا ما طلبه الأستاذ سامر مولوي من طالبته في ثانوية جورج صراف في مدينة طرابلس الشمالية. ولم تكن الطالبة الوحيدة التي تجرأ على التحرش بها… فضحاياه كثيرات.

لقد بدأت القصة حين نشرت إحدى الطالبات قصتها على «فيسبوك» لتؤكدها تعليقات زميلاتها في المدرسة فتتشجع طالبات أخريات على فضح الأستاذ المتحرش.

انتشر الخبر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبدأت فضائح الأستاذ تتدفق واحدة تلو الأخرى. وأكد رئيس الطلاب في ثانوية جورج صراف في حديث له بثته صفحة ومواقع طرابلس عاصمة الشمال أن الأستاذ كان يدرس في مدرسة للشبان سابقاً وكان يطلق على الطلاب كلمات نابية ويتعامل معهم بشكل لا يليق بأستاذ ثانوي.

أما المضحك المبكي فهو ما جاء في سيرته الذاتية بأنه نائب رئيس “جمعية المرأة والمجتمع”، وقد شارك في أكثر من مئتي محاضرة فكرية في مجال حقوق الإنسان ومناصرة المرأة وآفة المخدرات…

نعم فهو من «مناصري» حقوق الإنسان و»داعم فولاذي» للمرأة كما يزعم لكنه يتحرش «على الخفيف» بالبنات الصغيرات.

تدخلت الجهات الأمنية وبدأت التحقيقات في قضية الأستاذ على أمل أن ينال العقاب المناسب.

وبالطبع، ظاهرة التحرش ليست بجديدة في العالم كله وفي عالمنا العربي تحديداً. وكما تقول مديرة برنامج مواجهة العنف ضد النساء والفتيات ريتشل جوكيز أن «التحرش الجنسي بالنساء والفتيات بات جزءاً من حياتهن اليومية، وذلك ما ينتج عنه حالة من إعاقة حرية المرأة في الشوارع والأماكن العامة».

لكن الجديد هو جرأة فتاة في الثانوية في مدينة طرابلس المحافظة وقوتها وقدرتها على فضح أستاذها. وهذا يعود لتربيتها والوعي الذي حصدته من خلال تحصين والديها لها معرفياً ما ساعدها على مواجهة الأستاذ المتحرش.

قد تشجع هذه القصة نساء كثيرات بفضح متحرشين آخرين خاصة بعد الدعم الذي تلقته الفتاة الطرابلسية رغم تأنيب مدير المدرسة لها ومحاولة تخويفها وإيهامها بأن الأستاذ المتحرش سيرفع دعوى تشهير بحقها.

لكنها لم تهتز… ولاقت كل الدعم من زميلاتها اللواتي وقفن إلى جانبها.

 

فلنحصن بناتنا معرفياً وجسدياً أيضاً…

 

لا ضرر أن نعلمهن حركات قتالية للدفاع عن النفس ونساعدهن في التغلب على الخوف وندفعهن لمواجهة المتحرشين مهما كانت الظروف، ونشجعهن على المشاركة وحضور حملات التوعية التي تنظمها المنظمات الإنسانية والجمعيات النسوية والتي تهدف إلى محاربة التحرش الجنسي.

ونعلمهن أيضاً الوقوف مع الحق كما فعلت طالبات المدرسة الثانوية في طرابلس.

إن التغيير يبدأ بخطوة.


اضف تعليق
عدد التعليقات :0
* الاسم الكامل
البريد الالكتروني
الحماية
* كود الحماية
البلد
هام جدا ادارة الموقع تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
مواضيع متعلقه
«أسطورة الرياض» في مواجهة «زعران» السوشال ميديا… من يعاقب... «أسطورة الرياض» في مواجهة «زعران» السوشال ميديا… من يعاقب... طفلة سورية تصمم من أكياس النفايات فساتين جميلة… وأخرى... طفلة سورية تصمم من أكياس النفايات فساتين جميلة… وأخرى... في لبنان: البؤس برعاية رسميّة … ورياضيّ جزائريّ يدفع... في لبنان: البؤس برعاية رسميّة … ورياضيّ جزائريّ يدفع... مصر: أحكام تمييزية ضد فتيات «تيك توك»… ولاجئ سوري يدعو... مصر: أحكام تمييزية ضد فتيات «تيك توك»… ولاجئ سوري يدعو... طرابلس تدفن أطفالها ونساءها وشيوخها والسياسيون قلقون... طرابلس تدفن أطفالها ونساءها وشيوخها والسياسيون قلقون...
تعليقات
Copyright © mariammichtawi.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع مريم مشتاوي
Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com