سيرة ذاتية
روايات
مقالات
حوارات
اخبار مريم مشتاوي
جاليري مريم مشتاوي
اصدارات
شعر مريم مشتاوي






مقالات الاديبة مريم مشتاوي الاسبوعية بالقدس العربي

30/08/2022 - 09:07:00 pm
بعد 47 عاماً: هل انتهت الحرب الأهلية اللبنانية؟ مبدعات صغيرات من المغرب يوقعن أولى كتبهن
مريم مشتاوي /القدس العربي

بعد 47 عاماً: هل انتهت الحرب الأهلية اللبنانية؟ مبدعات صغيرات من المغرب يوقعن أولى كتبهن

 

من يظن أن الحرب الأهلية اللبنانية قد انتهت فهو مخطئ جداً. الحروب لا تنتهي ما دام هناك أفراد يعانون بسبب ما تركت فيهم من آثار موجعة لجروح مفتوحة عصية على النسيان، حفرت خنادق من الآلام في نفوسهم وأجسادهم.

إن أكثر المتضررين من الحروب التي نسفت أوطاننا هم النساء والأطفال. ترى هل تمكنت نساء الحرب الأهلية اللبنانية، التي امتدت لخمس عشرة سنة، من نسيان ما عانينه خلال تلك الفترة من اغتصاب ممنهج؟

تناقلت منذ أيام عدد من الصفحات الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي تقريراً خطيراً وفاضحاً قامت به جريدة «الـغارديان» البريطانية، ومن بينها صفحة “درج”، التي وثقت ما توصّل إليه التقرير من نتائج مرعبة.

التحقيق يكشف عن عمليات اغتصاب وقتل وتعذيب وحرق لنساء وفتيات خلال الحرب الأهلية، بعد أكثر من ثلاثين سنة من صمتهن، بسبب تهاون السلطات التي لم تهتم بالكشف عن تلك الحوادث “القديمة” ومعاقبة المجرمين وتأمين العلاج النفسي للضحايا.

يضم التقرير شهادات حية لتلك التجارب، التي عاشتها بعض الناجيات من تلك الفترة. تحكي عن آلام لا توصف ولا يمكن اختصارها بالاغتصاب الجماعي والصعق بالكهرباء. فالمحققون صدموا من مستوى العنف والإجرام، الذي لحق بالنساء والفتيات اللبنانيات والفلسطينيات من قبل الأجهزة الأمنية الرسمية والميليشيات، التي تصدرت المشهد في تلك الفترة.

لقد “بشعت” و”تفننت” بطرق إحداث الدمار البشري والبنيوي الكبير، الذي لحق بالعاصمة بيروت.

هكذا جمعت جمعية الحركة القانونية شهادات الناجيات، بعد إقرار مجلس النواب اللبناني عام 2018 لقانون ينص على تشكيل لجنة وطنية للتحقيق في أماكن وجود من اختفوا في الحرب. شارك في التقرير نساء من ثماني مناطق لبنانية مختلفة. تقول أميرة رضوان، واحدة ممن شهدن اغتصاب الفتيات في منطقة كفر، حيث كانت تسكن عام 1982 حسب ما نشرته صفحة “درج” الإخبارية، نقلاً عن صحيفة «الـغارديان»: “اعتادوا على ربط الأب والأخ وجعلهم يشاهدون الفتيات يتعرضن للاغتصاب”!

أما ما زاد في الطين بلة، فهو قانون العفو، الذي أقر عام 1991 ما ضمن لهؤلاء المجرمين الحماية من أي عقاب أو مساءلة تطالهم.

ولكن أين الغرابة في ذلك، فمعظم المجرمين في بلادنا والخونة والفاسدين يبرأون بطريقة أو أخرى! هل نالوا عقابهم من قاموا بالاغتيالات الممنهجة، التي أودت بحياة جبران تويني ورفيق الحريري وسمير قصير، وغيرهم ممن حاولوا إعمار بيروت؟

بعد مرور سنتين على انفجار مرفأ بيروت، الذي هز العالم بأسره، أين هم المتورطون؟ هل تمت محاسبة المذنبين!؟

الجواب واحد. في بلادنا الحق يموت والشعب يموت. يقهر. يعذب. يشرد. والحياة، للأسف، لا يسرقها إلا المجرمين!

 

كاتبات مغربيات صغيرات:

القراءة هي الحل

 

نشر موقع “الجزيرة نت” مؤخراً تقريراً حول فعاليات المعرض الدولي للكتاب والنشر الذي استضافته مدينة الرباط، عاصمة الثقافة الإفريقية والثقافة الإسلامية لسنة 2022.

اللافت في هذا التقرير، الذي أعدته الإعلامية سناء القويطي تسليط الضوء على توقيع مبدعات صغيرات من المغرب لأولى كتبهن.

لقد وقعت هبة الله العلمي 14 سنة ولينا عامل 14 سنة بواكير أعمالهن “وسط حضور مميز لأطفال من أعمار مختلفة طلباً لتوقيع الكتب المعروضة ولتبادل أطراف الحديث حول تجربتها في الكتابة وتنمية المهارات”، كما يذكر التقرير.

تقول المبدعة الصغيرة هبة الله “بدأت علاقتي بالقراءة وعمري عامان، كانت والدتي تقرأ لي القصص قبل النوم بأسلوب مشوق، عندما تعلمت القراءة بدأت أحاول فك ألغاز الحروف وتركيب الجمل، ومن حينها صار الكتاب رفيق دربي في هذه الحياة”.

وتضيف “كنت أنا وأقراني نتنافس حول ما قرأناه من كتب، قلت لنفسي ما الذي يميزني عنهم؟ فكلنا نحب القراءة ونقرأ بنهم، لذلك قررت أن أكتب قصة للأطفال لأتميز عن باقي المتنافسين، وكانت هذه القصة هي باكورة أعمالي الأدبية وعنوانها (شان والقطعة الذهبية)”.

ونشرت لهبة الله 4 إصدارات، هي قصتان قصيرتان إحداهما باللغة العربية وأخرى بالفرنسية وروايتان باللغة الفرنسية.

تقول إنها تحب القراءة والكتابة باللغتين معاً “أحب النثر بالفرنسية والشعر بالعربية”.

بالنسبة لها، “الكتابة ليست نزوة طفولة وهواية مؤقتة، بل إنها حلم المستقبل “أحلم أن أكون كاتبة عالمية وأضع بصمتي في تاريخ الأدب وأن يكون لي أثر”، لكنها مهنياً ترغب في أن تصبح مهندسة في الذكاء الاصطناعي، وفي نظرها “لا يوجد تنافر بين العلوم والأدب، بل بينهما توافق وترابط كبير”.

أما الطفلة المبدعة لينا عامل، فقد وجدت نفسها “تميل لمادة الإنشاء في فصول الدراسة، إذ ينطلق قلمها سيالا عند صياغة المواضيع التي يقترحها الأساتذة، وخاصة في حصة اللغة الفرنسية”.

تقول “كنت أحلم منذ صغري بأن أكون كاتبة، إلى أن جاءت اللحظة التي قلت فيها لنفسي: ماذا أنتظر، عندي أفكار كثيرة واللغة تطاوعني؟ فكتبت كتابي الأول وبعدما أنهيته عرضته على والدي، الذي عرضه بدوره على صديق ناشر فأشرف مشكورا على طبعه”.

وتضيف “بطل قصتي هو كتاب حي يتكلم عن نفسه ويعبر عنها، يتحدث مع القارئ، يعرض أفكاره وانتقاداته للمجتمع ونظرته للحياة والكون”. وتضيف: “في العمق لا أرغب أن أكون كاتبة فقط، لأني عندما أنظر إلى مستقبل الكتاب أراه مبهما، يعجبني المجال السمعي البصري، لذلك فالمهنة التي أحلم بأن أزاولها عندما أكبر هي الإخراج، لكن يمكن أن أمارس الكتابة بالتوازي”.

مثل هذه التجارب اللافتة التي أبرزها المعرض الدولي للكتاب في الرباط قد تكون المقياس الأبرز لنجاحه، وهي برأيي ما يستحق الإشادة والثناء، لأنها تمنح الكاتبات الصغيرات الثقة بالنفس، وتشجع الأطفال وأهاليهم في مدارسنا العربية على الوعي بأهمية القراءة والإبداع.

قد لا تكون هذه الإصدارات في المستوى المطلوب، لكن لا بد من رعاية هذه المواهب ومتابعتها والاهتمام بها في البيت والمدرسة. وقد يكون من المفيد أيضاً توفير السبل اللازمة لخلق بيئة علمية وأهلية تؤمن بأهمية القراءة. وذلك لدورها المحوري في تثقيف الأطفال وفتح أذهانهم وتوسيع قدراتهم العقلية وتنمية خيالهم وإطلاق العنان لتصورهم عن العالم، وكسبهم مهارات التواصل مع الآخرين.

هكذا يصبحون أكثر قدرة على التعبير عما يجول في خاطرهم. القراءة هي الطريق إلى الإبداع. القراءة هي الحل.

 

٭ كاتبة من لبنانa


اضف تعليق
عدد التعليقات :0
* الاسم الكامل
البريد الالكتروني
الحماية
* كود الحماية
البلد
هام جدا ادارة الموقع تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
مواضيع متعلقه
«أسطورة الرياض» في مواجهة «زعران» السوشال ميديا… من يعاقب... «أسطورة الرياض» في مواجهة «زعران» السوشال ميديا… من يعاقب... طفلة سورية تصمم من أكياس النفايات فساتين جميلة… وأخرى... طفلة سورية تصمم من أكياس النفايات فساتين جميلة… وأخرى... في لبنان: البؤس برعاية رسميّة … ورياضيّ جزائريّ يدفع... في لبنان: البؤس برعاية رسميّة … ورياضيّ جزائريّ يدفع... مصر: أحكام تمييزية ضد فتيات «تيك توك»… ولاجئ سوري يدعو... مصر: أحكام تمييزية ضد فتيات «تيك توك»… ولاجئ سوري يدعو... طرابلس تدفن أطفالها ونساءها وشيوخها والسياسيون قلقون... طرابلس تدفن أطفالها ونساءها وشيوخها والسياسيون قلقون...
تعليقات
Copyright © mariammichtawi.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع مريم مشتاوي
Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com