سيرة ذاتية
روايات
مقالات
حوارات
اخبار مريم مشتاوي
جاليري مريم مشتاوي
اصدارات
شعر مريم مشتاوي






ادبية

30/01/2018 - 10:25:20 am
هذا الكون مجهز للحب الذي يروي الروح
حوار : الصحافي خضير الزيدي لمجلة الشبكة العراقية

 

 

هذه الهواجس الإنسانية المتناثرة في لغة السرد وطبيعة النص الروائي تجعلني أتساءل هل تيريزا اكاديا هي صوت النساء المعذبات في العالم العربي ولم يكن صوت لامرأة واحدة؟

-تيريزا أكاديا ليست امرأة عربية على الرغم من أن والدها لبناني لكنها ولدت في إيطاليا في بورتوفينو وربتها امرأة إيطالية غريبة الأطوار لذلك لا أعتقد أنها تحمل قضية المرأة العربية المعذبة تحديداً.

إنها المرأة الباحثة عن الحب الذي لا هوية له.. الحب الذي لا يصنف ولا يعطى جنسية. ربما كانت تبحث عن الحب كي تكتمل حقيقتها.. ذلك الشعور الذي يبلور الداخل ويصقل صاحبه ويمنحه حرية التحليق بعيداً . تيريزا أكاديا هي كل أنثى تمنح الحبيب انتماء صادقاً وتتحدى الصعوبات بغية الوصول لنقطة التماهي معه. فالمرأة العاشقة عربية كانت أم أجنبية تتكلم لغة عشق واحدة .. تصلي فوق مذبح عالمي واحد وتكسر فوقه قرابين الذات لترفع عالياً كأس المحبة.

كما قال درويش على هذه الأرض ما يستحق الحياة"...

فالحب بكل مفاهيمه هو ما يستحق أن نحيا لأجله .. وربما تيريزا أرادت أن تصل إلى الحب كي تستحق الحياة.

 

** أود أن اعرف منك ،هل الإخفاق في الحب بالنسبة لبطلتك يرسم لنا ملامح زمن تغيب فيه العاطفة الإنسانية ؟

 

-لا يمكن وصف الزمن الحالي بأنه زمن تغيب فيه العاطفة الانسانية.. قد يكون زمن الانحدار على كل كافة المستويات ولكن العاطفة الانسانية جزء من تكوين الانسان ولا تغيب إلا بغيابه.. والعاطفة الانسانية لا تقتصر على قصة حب بين عاشقين..

العاطفة قد تنام ولكن لا تموت... والحب ينمو بين الأشواك وفِي أصعب الظروف... وحتى القلوب المظلمة قد يبقى داخلها نور خافت يحتاج من يوقظه...

وهنا أستحضر درويش مرة ثانية في مطلع قصيدة أحبها لما تحمل من أبعاد إنسانية جميلة .. وصف فيها ولادة العشب بين مفاصل الصخرة ولادة الحب من صلب القسوة وقال:

كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة

وجدنا غريبين معا

و كانت سماء الربيع تؤلف نجما ... و نجما

و كنت أؤلف فقرة حب..

لعينيك.. غنيتها!

هذا الكون مجهز للحب الذي يروي الروح .. لذلك غيابه قد يعني الموت ...

وأنا شخصياً أعتقد أن الحب أقوى من الموت.

** نصك الروائي الأخير يحفل بتأكيد الأسطورة والتاريخ مع انتقالات في الأمكنة والجغرافيا ،التساؤل هنا هل يمكن أن يكون استحضار هذه الأشياء نتاج رفض للواقع الذي نعيشه ؟

-لا علاقة لرفض الواقع الذي نعيشه بالتنقل في الأمكنة والجغرافيا واستحضار الأسطورة...

التنقل بين الأمكنة يثري الرواية ويقربها من طبيعة حياتنا اليوم... فنحن في زمن أصبح السفر فيه جزء لا يتجزأ من أيامنا... كما يساعد الشخصيات على النمو والتغيّر ويساعد على تطوير الأحداث وتشويق القارئ وتحريك مخيلته ..

أما استحضار الأسطورة فهي بدافع سكب قالب من الغرابة والسحر كي يخرج النص الروائي من رتابته.

وبما أن الحياة مليئة بالغرائب تأتي الأسطورة أحياناً لتدعم واقعاً غريباً لم نجد له تحليلاً ضمن المنطق .. فعلى سبيل المثال وليس الحصر شخصية مخائيل عوّاد شيخ البحر جليل في رواية تيريزا أكاديا وعلاقته ببوسيدن تساعد القارئ على فهم غرابته وتقبلها .

 

** أود أن أسالك عن سبب استدعائك للنص الشعري في كتابة الرواية ؟

-الشعر هوية لا يمكنني التخلي عنها .. ولكني أحاول جاهدة أن أكتب بأسلوبي شعري يثري النص ولا يؤثر سلباً على السرد الروائي.. أوظف الشعر في خدمة الرواية وأحرص كل الحرص على أن لا يتغلب الشعر على طبيعة النص الروائي.

 

** بتصورك هل ثمة ما يوحي بان النص يحمل صراع مكونات وطبقات اجتماعية واختلاف عقائدي.؟

-أحاول دوماً أن أشير في نصوصي إلى أهمية الحياة المشتركة في تعدد أديانها وطبقاتها ... ورفع قيم التسامح والتعايش في سلام ونبذ التعصب والطائفية، كما أحاول أن أؤكد على تسامح الأديان. ولم يكن هدفي بتاتاً في أي من كتاباتي أن أبرز اختلاف عقائدي لأني أؤمن بأن الانسان هو الحب .. والحب لا دين له سوى الحب.

ربما الصدف اخذت تيريزا أكاديا إلى دير عتابا ولكني حرصت أن تكون بائعة الحليب فاطمة مسلمة وكانت تدخل الدير وتخرج منه كأحد أبنائه.

فقط أردت أن يتنقل الحب بين أمكنة مختلفة...

*** أود أن أتحدث معك حول مساحة الحرية في الكتابة وكسر المحرمات وأنت تسردين تصورا من الإيحاء الجنسي الشبقي في متن الرواية.. إلى أي مدى يمكن للكاتبة أن تكسر القيود الاجتماعية في نصها وتجد لها حركة واسعة لتسرد ما يجول في ذهنيتها وذاكرتها ؟

-الكتابة يجب ان تكون حرة بالمطلق، وكسر التابوهات مشروع في النص الأدبي . لكن الإيحاء الجنسي يجب أن يكون موظفاً داخل النص لخدمته وللضرورة الفنية وليس بهدف تحريك غرائز القارئ.

مريم الكاتبة تختلف عن مريم الإنسانة .. مريم الإنسانة تعيش ضمن ضوابط اجتماعية وتقاليد معينة وتحمل جنسية عربية أما مريم الكاتبة فهي طائر ينتمي للسماء.. لا شيء يُحد من حريته ....

 

** عليّ أن أتعرف منك هل يمكن أن نشير كقراء لروايتك بان العاهة الجسدية في اغسطينو تمثل مرجعا نفسيا حادة لتمرد المرأة على صرامة الرجل بمعنى انك تضعين تلك العاهة لتشويه سلوكية بعض الرجال ..

-لماذا يجب تشويه صورة الرجل وهو الأب والأخ والحبيب والابن... لا أؤمن بالانتقام لا من خلال النص الأدبي ولا في الحياة الاجتماعية... ولكني أؤمن بضرورة تثقيف جيل الشباب في المدارس والجامعات .. فلا مجتمع يتطور من دون تطوير كيان المرأة التي تعد التربة التي تنمو منها الأجيال. لذلك أشدد على أهمية عمل المؤسسات الحكومية في البلدان العربية وجمعيات حقوق المرأة والمثقفين لمحو الأمية المنتشرة في بعض القرى العربية وبالتالي تشجيع المرأة على ادراك حقوقها وفهم أهمية المساواة بينها وبين الرجل.





اضف تعليق
عدد التعليقات :0
* الاسم الكامل
البريد الالكتروني
الحماية
* كود الحماية
البلد
هام جدا ادارة الموقع تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
مواضيع متعلقه
حين يجتمع الفرح والألم ويُجسّدهُ الأدب.. مريم مشتاوي حين يجتمع الفرح والألم ويُجسّدهُ الأدب.. مريم مشتاوي هذا الكون مجهز للحب الذي يروي الروح هذا الكون مجهز للحب الذي يروي الروح مريم مشتاوي: تربتنا المسمومة تنتج الاٍرهاب مريم مشتاوي: تربتنا المسمومة تنتج الاٍرهاب الذات تتأرجح بين السؤال والغياب الذات تتأرجح بين السؤال والغياب الشعر أوسع من أي إطار ولا يمكن إحتجازه الشعر أوسع من أي إطار ولا يمكن إحتجازه
تعليقات
Copyright © mariammichtawi.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع مريم مشتاوي
Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com