سيرة ذاتية
روايات
مقالات
حوارات
اخبار مريم مشتاوي
جاليري مريم مشتاوي
اصدارات
شعر مريم مشتاوي






ادبية

01/07/2017 - 08:10:11 pm
 مريم مشتاوي المُكرمة : شاعرة الوشم الشفاف
حوار: ابتسام انطون /فلسطين/

 مريم مشتاوي المُكرمة : شاعرة الوشم الشفاف

مريم التي تحضن الحاضر بكلتا راحتيها أملا متجدداً لتكون قوية ..حين يستحضرها الماضي أيقونة حُزن موشومة بالفقدان ..فقدان ابنها الصغير "أنطوني" الذي خطفه الموت بعمر الخمس سنوات بداء السرطان هذا الطفل الدائم لعمره الخمس سنوات في قلب مريم أيقونة.. وهي التي ولدت في زمن الحرب في لبنان وتناولت الحياة فُرص قدر أن تكون ..كانت تخرج من بيتها كل يوم حرب تودع أهلها وكأنها لن تعود، لكنها كانت تعود وتصافح الحياة بفرح البقاء ..وفي إحدى لقاءاتها تصرّح مريم بأنها ذات يوم حدث انفجار في البناية التي تعيش فيها ومن المُتَّبع أن ينزل سكان البناية للطابق السفلي، لكن القذيفة كانت في الطابق السفلي ..أدخلتها لحيرة من بقي معي وأنا وحدي "إن ذهبوا للموت سأكون وحدي أيضاً وحدي وأنا الآن وحدي .. ولِحظّها والقدر تتناول هبة الحياة وأهلها مرة أخرى. لمريم قصص واقعية من الغربة والحرب والحب ..صنعت منها امرأة فولاذية ذات وجه من ستان ..غاية الجمال روحاً وحضوراً ..لا تسمح لطبقات الحزن التراكم في وجهها البريء ..تمنح القصيدة كل حزنها واغترابها وتخرج منها لنهار جديد ...آليات النهار لديها طبيعية وتجميلية ..ابتسامة وأحمر شفاه وتسريحة غد أفضل ... هي رسالة أنثى عاطفية، وفي منتهى الموضوعية،،تتصل بالحزن القيصري رحماً وتتابع ولاداتها الطبيعية ،،تبدو فراشة أثيرية فواحة،،وتصنع من الألم فولاذ وله وجه من ساتان،،ناعمة ترافق الطبيعة رفق الطفلة الراشدة وذهاء الأنثى لكل الطقوس ،،لها طابع الشرقية المعاصرة،،تُجيد اللغات عيشاً وكتابة،،تفاجئ القارئ بفضائها الشاسع وثبوتها على أرض الواقع أقداماً ثابتة .. استطاعت مريم أن تصهر الحزن لقوالب فرح ..تزور الأطفال المصابين بالسرطان وتمنحهم فرح اللقاء بالحياة الدنيوية والتفاؤل بالأبدية ...وكان أصهارها الأكبر للحزن هو إقامتها صالون ثقافي في لندن ...يجتمع المثقفون العرب والأجانب وتحيي أمسيات ثقافية ويذهب ريع الأمسيات لمرضى السرطان ..هذه المرأة الجميلة لا تقل جودة وعطاءً عن أنجيلنا جولي .. جديرة بالاحترام والثناء لانجازاتها كأنثى شرقية شديدة الدفء تسكن في لندن الباردة. لمريم سيرة أجوبة دون علامات استفهام ،،شفافة الإقليم،،رغم كل المؤثرات الحياتية في الغربة،،تسكنها الأوطان،،ألماً وأمة. ١) تشبهين قصيدتك شفافية وتختلفين عنها ملامحاً؟ القصيدة تنبع من العمق فتولد صادقة كما يولد الطفل صغير عارية تماماً من أي تزويق أو مساحيق تجميل... أما شكلنا الخارجي فيمكننا التحكم به تلوينه تزينه تشكيله كما قد نشاء أو كما قد يشاء الآخرون... ٢) هل الحزن هبة تساوي الفقدان ؟ بموازة تجربتك التي مررت بها عنوة؟ حزن الكاتب مولود فيه ومعه لا يفارقه حتى في الفرح.. وكأن في هذا الحزن الإيجابي وليس السلبي المختلط بالعمق وبالتأمل نافذة يطل منها الكاتب على الآخرين وعلى العالم لسبر أعماق الشقاء الإنساني من أجل التغيير نحو الأحسن. ٣)مريم كيف تخدمك المادة في حيز الروحانيات؟   المبدع دائماً يتجه نحو الروحانية ... فالكلمة هي أعلى مراتب التوحد مع العالم.. وهنا أذكر قول أفلاطون كلّما رأيت شيئاً جميلاً أتذكر الخالق... وكأننا نرتفع بالمادة أو الماديات إلى ما وراءها من قداسة روحية.. وهذا لا يعني أن الانسان يقفز فوق الماديات لأن هذه العملية غير ممكنة.. فالماديات أساس حياتنا ولكن المبدع ينبغي أن يرتفع بها إلى مستوى جمالي وروحي... وهنا أيضاً يأتيني ريلكه على غفلة في قوله الشهير علينا أن نتأمل صغائر الأمور كي ندرك معنى الحب...   ٤)انت مزيج تربية شرقية وغربية،،كيف تأصلت فيك اللغة عربية ؟ كتبت مرة مقالاً نشر في جريدة القدس العربي عن تجربتي كشاعرة خارج مناخها الطبيعي .. وقصدت في هذا المقال أن أوضح أن اللغة هوية وأرضنا العربية لا تتركنا فهي متأصلة فينا.. وعند انتقالي إلى مكان غريب آخر لا يفهم فرحي أو بكائي أو وجداني ألجأ للغتي العربية ومحيطي الأول كوسيلة مقاومة روحية وفكرية.. ٥) ما هي المراحل التي مرت فيها قصيدتك؟ المحور الأول كان مرحلة المراهقة.. في هذه المرحلة تمحورت القصيدة حول الأنا.. فاحتجزت القصيدة في دائرة الأنا الضيقة ولكن مع النمو الثقافي والنفسي والفكري والمرور بتجارب كثيرة سواء إيجابية أو سلبية كبر الأفق وتحررت القصيدة لتخرج إلى الدائرة الأوسع أو اللامتناهية وهي الكون. وهنا أتكلم عن المرحلة التي انتقلت فيها من مدينة بيروت إلى مدينة لندن.. هنا في لندن انتقلت القصيدة من المرحلة الأولى إلى الثانية فالثالثة. المرحلة الثانية كانت رحيل أنطوني وهنا انتقلت القصيدة من الوجع الخاص إلى الوجع العام .. أما المرحلة الثالثة فانعكست في ديواني الأخير " حين تبكي مريم" كما أعتقد ..ففي هذه المرحلة يظهر تأثري بالثقافة الغربية وبكتاب وشعراء مثل ريلكه وأليوت وماروين وكتابات ألبرتو منغويل.. وكذلك تأثري بالرواية الغربية مثل رواية بير بيترسون " لنخرج ونسرق الخيول" ... ولا يمكنني أن أغفل تأثري في هذه الفترة بالأحداث المريرة التي يمر بها الوطن العربي وخاصة سوريا والعراق ومعاناة الأطفال فكتبت قصائد مثل : "الخيمة الصغيرة" ، "ماذا يفعل الأطفال في السماء؟" ، " حين تبكي مريم" ،قصيدة شآم أو مناجاة.. 6 مريم: من أنت خارج القصيدة ..من أنت خارج الجامعة "استاذة" من أنت خارج الرباط الأسري ..من أنت وحدك ..ومن أنت الأم أو كل ما ذكرت؟ وحيدة أكون الشاعرة ... الشاعرة مريم هي العاشقة المجنونة التي سميتها في روايتي القادمة "عِشق" وهي الأم وهي الصديقة وقد تكون الأستاذة... فمريم ليست مريم من دون الكلمة! 7 أي القصائد الأشد شبها بك الأن؟ كل قصائدي ... فأنا لا أفرق بين قصيدة وأخرى فكل قصيدة جزء من نفسي.. ولكني أحببت أن أسمي ديواني الأخير الذي سيصدر بعد أيام " حين تبكي مريم " وهو عنوان إحدى قصائدي لأنه يعكس حالي أولاً كأم وثانياً كإنسانة ومواطنة تنتمي لوطن ينزف... مريم في سطور: مريم مشتاوي .. شاعرة بريطانية، لبنانية وسورية أستاذة لغة عربية في «سواس» كلية الدراسات الشرقية والإفريقية التابعة لجامعة لندن منذ أكثر من عشر سنوات. لها عدد من المجاميع الشعرية منها: «حبيب لم يكن يومًا حبيبي» ، «ممر وردي بين الحب والموت»، «هالوين الفراق الأبدي» وسيصدر لها قريباً ديوان جديد بعنوان «حين تبكي مريم». كما ساهمت في كتابة مقالات نقدية عديدة نُشرت في جريدة الشرق الأوسط اللندنية.    أسست صالونًا ثقافيًا ذا طابع خيري في لندن بغية مد الجسور الثقافية والحضارية بين عالمنا العربي والغرب؛ يُعنى بمساعدة الأطفال المصابين بمرض السرطان والأطفال السوريين والعراقيين اللاجئين بمشاركة وحضور إحدى الجمعيات الخيرية المعنيَّة.   حلّت ضيفة في عديد من المقابلات التلفزيونية والإذاعية كان آخرها برنامج «بي بي سي إكسترا». ولدت في ظلّ الحرب اللبنانية من أبٍ سوري أمريكي وأم لبنانية. دخلت مدرسة الراهبات الفرنسيات " سانت فامي فرنساز". وبعدها أكملت دراستها الثانوية في المعهد الأنطوني في بعبدا حيث نالت شهادة الباكالوريا، قسم الفلسفة . هناك، التقت بالشاعر جورج غريّب الذي تبنى موهبتها في سنّ مبكّرة، ووضع مقدمة أول عمل شعري لها، ديوان «حبيب لم يكن يوماً حبيبي» الصادر عن دار الثقافة اللبنانية، عام 1996. وصنَّفتها جريدة الراية القطرية كـ «أصغر شاعرة في العالم العربي».   انتقلت فيما بعد لدراسة الأدب العربي في الجامعة الأمريكية في بيروت، وتزامنًا أصدرت مجموعتها الشعرية الثانية، «ذكريات في حلم» عام 1999، الصادرة عن دار الفكر اللبناني.   حصلت على بكالوريوس في الأدب العربي وتابعت دراسة الماجستير في الجامعة نفسها. خلال فترة الدراسة عيّنت أستاذة لغة عربية في مدرسة الجالية الأمريكية في بيروت، حيث اكتسبت خبرة في التدريس، وبعدها اختارتها مدرسة «إي سي إس» لتعديل مناهجها. وعملت كأستاذة في برنامج تدريس اللغة العربية للأجانب في الجامعة الأمريكية في بيروت. Cames programme".   بعد أن أنهت دراسة الماجستير، انتقلت للعيش في لندن حيث كانت بداية حياة مهنية جديدة.   فيما بعد .. توعدها القدر بحرب قاسية، طعن أمومتها وشد خناقه على رحمها واقتلع ثمرة عمرها، خطف ابنها بعد أن تفشى السرطان بخبث في جسده الصغير ورحل بعيدًا وهو بعمر الياسمين.   من ثم تتالت فاجعة الأحداث الدامية في العراق وسوريا التي لم يَقّلْ وقعها على مريم الأم والشاعرة المنغمسة في عروبتها عن وقع الحرب اللبنانية.   بين الهنا والهناك، بين عالم عربي يحتضر ويوميات لندنية أرستقراطية عاشت تجربتها المتناقضة التي تتأرجح ما بين الألم الشديد وحتمية مواكبة إيقاع الحياة في المدينة .   المرض الذي باغتها ناهشاً جسد صغيرها، وظروف الحروب المستمرة والمتنقلة، كلاهما كانا السببين الأساسيين للّجوء والاختباء خلف القصيدة وفي قلبها.. فكانت تولد دائماً بعملية قيصرية محمّلة بوجع ما قبل وبعد الولادة .


اضف تعليق
عدد التعليقات :0
* الاسم الكامل
البريد الالكتروني
الحماية
* كود الحماية
البلد
هام جدا ادارة الموقع تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
مواضيع متعلقه
حين يجتمع الفرح والألم ويُجسّدهُ الأدب.. مريم مشتاوي حين يجتمع الفرح والألم ويُجسّدهُ الأدب.. مريم مشتاوي هذا الكون مجهز للحب الذي يروي الروح هذا الكون مجهز للحب الذي يروي الروح مريم مشتاوي: تربتنا المسمومة تنتج الاٍرهاب مريم مشتاوي: تربتنا المسمومة تنتج الاٍرهاب الذات تتأرجح بين السؤال والغياب الذات تتأرجح بين السؤال والغياب الشعر أوسع من أي إطار ولا يمكن إحتجازه الشعر أوسع من أي إطار ولا يمكن إحتجازه
تعليقات
Copyright © mariammichtawi.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع مريم مشتاوي
Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com