سيرة ذاتية
روايات
مقالات
حوارات
اخبار مريم مشتاوي
جاليري مريم مشتاوي
اصدارات
شعر مريم مشتاوي






مقالات الاديبة مريم مشتاوي

05/08/2017 - 01:45:26 pm
الجامعة الأميركية.. رحلة تنقب في تاريخ لم يكتب بعد
لندن: مريم مشتاوي

 

الجامعة الأميركية.. رحلة تنقب في تاريخ لم يكتب بعد

«كتاب ذهبي» بمرور مائة وخمسين عا ًما على تأسيسها في بيروت

الجامعة الأميركّية في بيروت (غيتي).. وفي الإطار غلاف الكتاب

 

مائة وخمسون عاما هو عنوان الكتاب التذكاري الذي أطلقته الجامعة الأميركّية في بيروت في ذكرى مرور مائة وخمسين عا ًما على تأسيسها. يضّم الكتاب الذهبي

الضخم ستا وعشرين مقالة تسبقها مقّدمة وتليها خاتمة. وساهم في الكتاب مؤرخون عالمّيون مهّمون وباحثون وأساتذة من الجامعة نفسها أو من خ ّريجيها. ويلحظ القارئ

أن معظم المساهمين لهم علاقة ما بالجامعة٬ وهذا ما يفسر الوّد والمحّبة اللذين يشعر بهما القارئ عند مطالعة الكتاب. أشرف على تحرير الكتاب ثلاثة من ألمع أساتذة

الجامعة: د. ناديا ماريا الشيخ٬ ود. لينا شويري٬ ود. بلال الأرفه لي٬ وكانت الافتتاحية لرئيس الجامعة د. فضلو خوري. وكانت الجامعة قد بدأت منذ بضعة أشهر

الاحتفال بالعيد المائة والخمسين على تأسيسها عبر فعاليات ثقافية وفنية وأدبية متعّددة.

يقع الكتاب في خمسة محاور: (1 (البدايات٬) 2 (العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية والعالم٬) 3 (الفضاء الجامعي٬) 4 (الإنجازات الأكاديمّية والعلمّية٬) 5 (وأعلام  للجامعة٬ بل هو مقاربة نقدّية وعلمّية لإظهار دور الجامعة وفهمه في سياقه التاريخيا أو زمنّيً

من الجامعة. والكتاب٬ كما يشير المح ّررون٬ ليس تاري ًخا تفصيلّيً

والجغراف ّي. الكتاب نموذج لما قّدمته وتقّدمه هذه القلعة المعرفية الشاهقة والعريقة في رأس بيروت. رحلة معرفّية آسرة تنقب في تاريخ لم يكتب بعد٬ وفي أرشيفات خا ّصة

بالجامعة فحسب بل هو في الوقت ذاته نقٌد ذاتي لها

وعا ّمة٬ بمناهج تاريخّية٬ وفيلولوجية٬ وأنثروبولوجية. من مقالة إلى أخرى يشعر القارئ أ ّن الكتاب ليس احتفالاً

فو المقالات عن الحديث عن علاقة الجامعة الشائكة بالدول الغربية أو

ولدورها الثقافي والاجتماعي والحضاري والسياسي في بيروت٬ ولبنان٬ والمنطقة. لا يتوانى مؤلّ

بالمخابرات الأميركية٬ بالقومّيات اللبنانية والسورية والعربّية عموما٬ عن الحرب الأهلّية اللبنانّية٬ عن الأزمات الداخلّية للجامعة والتغّيرات الفكرية فيها٬ عن الحركات

 وعلمّيً

 أو بعًدا حضارّيً

الطلابّية أو حتّى الفضائح. لا تخشى هذه الجامعة من تاريخها لأنّها تعرف تما ًما أن لا جامعة عربية تعادلها تاري ًخا أو عمقً

والكتاب كما يقّدم نفسه٬ ليس تاري ًخا واحًدا بل مقاربات مختلفة للتاريخ حتّى ضمن المحور الواحد. ففي المحور الأّول تناقش مقالات د. سمير خلف ود. سامر طرابلسي

الفترة التأسيسية للجامعة ودور المبش ّرين البروتستانت٬ بينما تناقش مقالة د. ألسكساندرا كابوليجسكي دور المدينة في تكوين نظرتنا للجامعة. وفي المحور نفسه

مثلاً

تتحّدث مقالة د. تايلور براند عن دور الجامعة في الإغاثات في الحرب العالمية الأولى٬ بينما تعرض د. ناديا ماريا الشيخ صو ًرا تاريخّية تظهر دور النساء الطليعي في

الجامعة.

يطرح المحور الثاني علاقة الجامعة بالولايات المتحدة والعالم. تطرح هنا موضوعات مثل دراسات الشرق الأوسط بين الاهتمامات المحلية والضغوطات الدولية (كما

في مقالة جون ميلوي)٬ والمواجهات والضغوطات المحلية فيما يتعلّق بالحرّيات الأكاديمّية (مقالتا باتريك مكريفي ومايكل بروفنس)٬ والعلاقات والسياسات الدولية

للجامعة (مقالة رازموس برتلسن)٬ والجامعة تحت تأثير الحرب الباردة (مقالتا مايكل بروفنس وسايروس شايغ).

إلى علاقة الجامعة بمحيطها

يخ ّصص المحور الثالث للفضاء الجامعي من هندسة معمارية وتخطيط مدني٬ مقابر البروتستانت في بيروت وعلاقتها بالجامعة٬ وصولاً

الأوسع٬ رأس بيروت تحديًدا. تغلب العلوم الإنسانّية في القسمين المخ ّصصين للإنجازات الأكاديمّية والشخصّيات الجامعّية وقد يكون مرّد ذلك إلى صعوبة كتابة تاريخ

العلوم أو الهندسة من قبل أهل هذه الاختصاصات. ونرى تركي ًزا خا ًصا على حقول التاريخ٬ والأركيولوجيا٬ الدراسات العلمية العربية والإسلامية٬ والزراعة. أ ّما

الشخصّيات الجامعّية التي يعالجها الكتاب فنذكر منها على سبيل المثال المؤرخ كمال الصليبي٬ الباحثة في حقل الدراسات العربّية والإسلامّية وداد القاضي٬ الكاتب

 واحًدا٬ بل كان لك ّل شخصّية أو دائرة أو قسم فيها كيانه

والباحث أنيس فريحة٬ والروائي جرجي زيدان٬ والمؤرخ بولس الخولي. ليست الجامعة وفقا لهذا الكتاب كيانً

المستقل ضمن المؤ ّسسة بتوجهاته وانتماءاته المعرفّية والثقافّية٬ وهذا أجمل ما في الجامعة الأميركّية. قد يتحّدث البعض عن تراجع الدور الأميركي الثقافي في الجامعات

العربّية أو مصير هذا التأثير٬ وقد يتحّدث البعض الآخر عن فشل الحملات التبشيرّية في زرع ثقافات معرفّية قادرة على الاستمرار وعلى خلق مناخات تعّددية في

الجامعة الأميركية..

المنطقة. لكن هذا الكتاب ينّم عن وعي بماض عريق ويضع ولو بصمت خريطة لمستقبل واعد. كيف ستحتفل الجامعة بعيدها المائتين؟ وكيف سيكون شكل لبنان والعالم

العربي حينها؟

 


اضف تعليق
عدد التعليقات :0
* الاسم الكامل
البريد الالكتروني
الحماية
* كود الحماية
البلد
هام جدا ادارة الموقع تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
مواضيع متعلقه
إلى أبي... هناك في السماء إلى أبي... هناك في السماء أنا الابنة الوحيدة لثيو الياس مشتاوي.. أنا الابنة الوحيدة لثيو الياس مشتاوي.. لماذا نكتب 10 أدباء يتحدثون عن صراع الأرواح لماذا نكتب 10 أدباء يتحدثون عن صراع الأرواح النقد البنّاء / مريم مشتاوي النقد البنّاء / مريم مشتاوي الرجل الأبيض الرجل الأبيض
تعليقات
Copyright © mariammichtawi.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع مريم مشتاوي
Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com