سيرة ذاتية
روايات
مقالات
حوارات
اخبار مريم مشتاوي
جاليري مريم مشتاوي
اصدارات
شعر مريم مشتاوي






تريزا آكاديا

29/04/2019 - 07:33:44 pm
تيريزا أكاديا الفصل الأول

 

 

الفصل الأول

أنا تيريزا أكاديا ابنة ميخائيل عوّاد لبناني مجنون تهورٍ هاجر في الستينيات إلى روما وتزوج بأمي الإيطالية الرقيقة أدريانا أرابيلا أجمل جميلات مدينة بورتوفينو، تلك المدينة الساحلية التي تشبه أمي بكل تفاصيلها، كنت أرى أبنيتها الملونة الزاهية تشرق من فساتينها القصيرة، وكانت مراكبها الشراعية التي تمخر عباب الماء خلال ساعات النهار والليل تذكرني أيضًا بها وخصوصًا حين كانت تدفعني لأخرط الحياة أتزلجها وأركب أمواجها وأستفيد من قوة دفع الرياح لأرتفع وأطير.

 

كانت تدفعني على الرغم من غيابها وكنت أسمع نصائحها المستمرة رغم أنف الموت الذي خطفها مني وأنا لا أزال طفلة صغيرة. فقد جمعت صورها في ألبوم صغير أفتحه في الصباح لأقبِّلها وأضعه تحت وسادتي في المساء، وأذكر أنني كنت أحضنه عندما أكون خائفة من نتيجة امتحاناتي المدرسية. وصادقت صديقاتها فقط لأشعر بقربها، وكنت أضع عطرها، عطر المانيوليا كي أشعر بروحها تعانقني. لقد أقنعت نفسي بأنه عطرها، فشجرة المانيوليا فائقة الجمال وتُعدّ أجمل الأشجار في العالم وأقدمها! وأمي الجميلة تجمعني بها علاقة قديمة، قديمة جدًّا أعرفها منذ قرون بعيدة، لذلك زرعت في حديقتي شجرة المانيوليا وسميتها باسمها وسيجتها.

 

كنت أسمعها الموسيقى وأحضر لها البخور، أخبرت شجرتي الأم عن أول علاقة حب فاشلة وبكيت فوق تربتها، هناك على قدميّ أمي بكيت لعلّي أستعير بعض الحنان المتدفق منهما، فأنا تيريزا أكاديا امرأة الفِراق أرفع صدري أبدًا شراعًا للسفن البعيدة، ولطالما وقفت عند الميناء وعيناي شاخصتان في المدى البعيد كبحارة عجوز أرفع حزني مِرساةً لأشد بها الذكريات علها ترسو فوق رموشي قليلًا، لكن ضعفي دائمًا يغلبني، أنا امرأة الفِراق، وكل طيف يمر بالميناء أضمه وأستبقيه معي للحظات أدقق في تفاصيله عله يشبه أدريانا أرابيلا.

 

لا أعرف كيف وصل أبي ميخائيل عوّاد المفلس الفار من ميناء طرابلس في شمال لبنان إلى بورتوفينو، تلك القرية الإيطالية الصغيرة الملونة التي سقطت في شبه جزيرة على خليج تيجوليو في شمال إيطاليا كي تزخرف الساحل وتمنحه بهجة عيد سرمدي. كيف وصل الصياد المستهتر المنسي على مركب صغير في مدينة طرابلس الشمالية إلى شبه جزيرة في القارة الأوروبية؟ أيعقل أن تكون قد سحبته سمكة تشبه سمكة همنغواي الشهيرة التي كانت تشد الصياد العجوز..؟ فبورتوفينو جزء من ساحل الريفييرا الإيطالي الشهير، وهي قرية صيد أسماك تمامًا مثل الميناء في مدينة طرابلس. أهناك تعاون بين آلهة البحار وصياديها؟  هذا ما شككت فيه طوال حياتي لأنني كنت أرى أبي يتكلم مع الرياح عند الشاطئ يزجرها، وكم كنت أتعجب حين كنت أراها تستجيب..! أيعقل أن يكون إله البحر بوسيدن قد وضعه على عربته التي تجرها أحصنة ذهبية وشق به أعماق البحار مقابل أن يخلص له أبي وألّا يقص شعره ولحيته تيمنًا به طوال حياته؟ أم أن الشواطئ ينادي بعضها بعضًا والمراكب تتكلم بلغة الرياح؟

 

لا أعرف أسرار أبي، لكنني كنت أخافه في طفولتي بسبب شكله غير المألوف، وأتساءل دائمًا كيف تزوجته أدريانا أرابيلا الناعمة الرقيقة وهو صاحب خصل تستحيل إلى ألسنة آلهة نارية تخضع لها الأمواج والأسماك وكل من يمر بالميناء ولحية متمددة على طول السنين تعشِّش في قراراتها أسرار وحكايا تبدو مخيفة.

 

كنت أخجل به أمام أصدقائي، ولطالما خشيت أن يهزؤوا بي بسبب مظهره،وبكيت ليالي طويلة وأنا أفكر في طريقة أقنعه بها بقص شعره وحلاقة ذقنه، لكنني أعترف بأنني فشلت، فكان الأسهل أن أقنع نفسي بأنه شيخ البحر الحقيقي وكل ما فيه ينتمي إلى عالم آخر مائي، كنت ومازلت أعتقد بأنه يفهم الموج ويتحاور معه ويشعر بانتمائه إليه أكثر من انتمائه إليّ.

 

لا أعرف ما إذا كان يُؤْمِن بأبوّته، لكنه كان دومًا مشرعًا عينيه شاردًا بهما عن اليابسة وكل مشاكلها. فأبي لا يعرف من هم حكام العالم ولَم يأبهلهم يومًا. ولا أظنه كان يعرف عن مدرستي الكثير ولا عن اختصاصي في الجامعة،لكنه حرص أن يعلّمني قراءة اللغة العربية وكتابتها.

 

تركني في عهدة صديقة أمي الحنون أنجيليا أرموني.. أنجيليا الطيبة كانت امرأة لا تقل غرائبية عن أبي، وكنت منذ صغري أرى الدموع تغلي في عينيها من دون أن تنهمر. حاولت جاهدةً أن أعرف سبب وجع تلك السيدة التي غمرتني بعاطفتها، لكنها أخفت عني الأمر وكانت تتحجج بانفصالها عن زوجها براندو الذي أحاطت علاقتها به بالغموض المطلق ولا أحد من صديقاتها يعرفه. لم أقتنع بقصتها فهما انفصلا منذ سنين طويلة والحزن الدفين فيها متأصل ويتجدد مع مرور الأيام، لكنني حاولت أن أدّعي تصديقها لأنني لم أكن أرغب في نبش ذكريات أليمة. فأنجيليا كانت أعز من تبقّى لي بعد موت والدتي وخصوصًا أنني لم أكن أرى والدي إلا حين أحمل إليه بعض الطعام وأزوره على مركبه عند الشاطئ فيعطيني درسًا في اللغة العربية.

 

هي تشبه النسمة بخفتها. كنت أراها أحيانًا هشة وأخاف أن يأكل منها الحزن إن استسلمت له فتطير كريشة بيضاء بعيدًا مني. ربتني بقليلها؛ عملت بحسب قولها في متجر صغير في أحد شوارع القرية الضيقة، وأخبرتني أن المتجر في شارع فردريك قرب محل للألبسة. كانت تعود منهكة إلى بيتها في المساء حاملة فوق كتفيها رأسها الصغير المثقل بخذلان الزمن ووجهها الأبيض المتوهج بالمحبة.

 

أذكر ذلك اليوم الربيعي الجميل حين أردت أن أفاجئها في عملها وآخذ لها بعض الزهور بمناسبة عيد ميلادها. اهتديت إلى الشارع بصعوبة. كان الطقس في القرية ربيعيًّا جميلًا، أما في شارع فرديريك حيث تعمل أمي فكانت الرياح قوية عنيدة تكاد تقلع المحال التجارية الفارغة وتلك الأشجار المتعلقة بالأرض بفعل أعجوبة. شعرت بوجود يد قوية مخيفة تكمش الشارع بقبضتها، وتشد العابرين إلى طقوس موحشة. وبدأت أتساءل: كيف يختلف الطقس بين مكان وآخر في القرية نفسها؟

 

بدأت أمشي بخطوات متعثرة مترددة ربما من رهبة وحشة المكان أو لأن الأرض تحتي كانت ترتجف ارتجافًا خفيفًا أفقدني قدرتي على التوازن واستكمال خطواتي. كانت قوة غير اعتيادية تشدني إلى الأمام وخوفي يدفعني إلى الخلف. ما هذا الشارع الغريب؟ كل أبواب المحلات فيه مفتوحة على مصاريعها وتبدو خالية تمامًا من التجار والزبائن، حتى الطيور المتكدسة في شوارع القرية تبدو كأنها قاطعت عمدًا شارع فردريك. وفجأة رأيت أمي أنجيليا بوجهها الملائكي الغريب تمشي نحوي بفستان أبيض طويل، ركضت إليها وضممتها بقوة وأنا أرتعش مثلي مثل كل محل وشجرة وورقة في الشارع الغريب، شعرت أنجيليا بخوفي فقالت مبتسمة:

 

- يا صغيرتي هناك عادة متبعة من العاملين في شارع فردريك أن تخلو المحال التجارية يومًا واحدًا كل شهر لتدخل البركة، وأظنك صادفت هذا اليوم.

 

يومها قررت ألّا أعود إلى ذلك الشارع، فلا حاجة لي إلى بركة مخيفة ولا ضرورة أن أفاجئ أمي بعد اليوم، فيبدو أن بعض المفاجآت تقلب شرًّا على أصحابها. وعلى الرغم من وجود أنجيليا أرموني في حياتي ووجود صديقات أمي الأخريات اللواتي كن يزرنني من حين إلى آخر، فإنني كنت دائمًا أشعر بالفقدان الكبير، وكنت في بحث دائم عن أدريانا أرابيلا. وخطر لي في أحد الأيام أن أطيل شعري لعَلّ بوسيدن يُعجب بي ويعيد إليّ أمي أو يصحبني إليها. لقد كانت أمي أنجيليا وصديقاتها يمدحن جمالي الإيطالي الصاخب ويصفنني بصاحبة الشعر الأسود الحريري الطويل والعينين الخضراوين الغارقتين داخل صدفة، وكن يمازحنني قائلات إن شفتي السفلى الغليظة هي الإرث اللبناني الوحيد في الوجه الساحر.

 

في عيدي العشرين خرجت أسهر مع صديقات لي من الجامعة وحين عدت إلى البيت كنت أسمع تنهدات آتية من غرفة أمي وأصوات قبلات ورعشات عالية، ورأيت من خرم الباب ساق رجل تلف ساق أنجيليا، ولكن لم تمر ثوان معدودة حتى فتحت أمي باب غرفتها ودعتني للدخول، فوجدت السرير مرتبًا والغرفة كما أعرفها بنورها الخافت الحزين، وأمي الرقيقة بثوبها الأبيض الطويل الذي كانت نادرًا ما تغيره، ولا توجد ساق ولا ذراع لرجل. قبّلت أمي وعدت إلى غرفتي أفكر في تلك التهيؤات الغريبة التي باتت تصيبني مؤخرًا. فأمي معروفة بأنها رفيعة الأخلاق على الرغم من بعض الجنون  الذي يقبض على سلوكها أحيانًا، خصوصًا عند منتصف الليل، حيث أسمعها تغني بصوت عال جدًّا وتهلل بلغة لم أكن أتقنها، وتقول إن أمها علمتها إياها، ولا أحد يعرفها سواها، أيضًا كنت أسمع أحيانًا ضربات ساقيها على الأرض في رقص هستيري، وكثيرًا ما طلبت مني أن أناولها شيئًا ما، ثم تسألني باستغراب، لماذا أحضرته. ولكن عمومًا لم تكن تهمنيغرابة أمي، فأنا معتادة على ما هو أسوأ... أبي ولحيته وشعره وموجه ومركبه القديم.

 

كنت أشعر بالأمان في كنف أنجيليا وكم وددت أن أبدد الدموع عن عينيها. أو ربما أن أعصف بها فتنهمر دفعة واحدة متمردة على وجعها لتشفى، لكن دموعها كانت تزداد غليانًا مع مرور الوقت حتى أصبحت عيناها بحيرتين من دم ينبع من القلب. توقفت عن العمل وحتى عن الحركة في المنزل وبدأت تنام ساعات طويلة. أذكر خوفي عليها، فأنا لم أرغب في أن أتعلق بعطر جديد يغنيني عن عطر المانيوليا ولو ليوم واحد، كانت تكفيني شجرة واحدة أبكي عند قدميها في الحديقة. اتصلت بطبيبها فطلب نقلها فورًا إلى المستشفى حيث أُجريت لها تحاليل وفحوصات كثيرة وجاءت النتائج كلها طبيعية، وعلى الرغم من ذلك فإن حالتها استمرت بالتراجع يومًا بعد يوم. كنت أنظر إلى عصفورة السلام البيضاء وريشاتها تتساقط واحدة تلو الأخرى.

 

أمضيت بقربها في المستشفى أشهرًا طويلة كنت أخرج فقط لأستحم في المنزل وكنت أفرك جسدي تحت الماء بقوة لعلّي أساعد أنجيليا على محو ذكرياتها النازفة في مكان ما لا أعرفه، وأعود إليها بزاد لا تأكله. مرت على هذه الحال أيام وليال طويلة تجر بعضها بعضًا فتمغط وتتسع لتبتلعنا. ما كنت أعرف يوم الاثنين من يوم الجمعة، كانت كل الأيام تتشابه، لا شيء يختلف فيها سوى وجه أنجيليا الذي يزداد اصفرارًا. سألت الطبيب عن حالتها مرارًا ولَم أفهم كلمة واحدة مما قاله، وأظن أنه هو أيضًا لا يفهم ما يقول، وحين يئس من تقديم تفسير مقنع لحالتها أخبرني بأنه مرض نفسي خطير. فالأطباء في بلدتي حين يعجزون عن إعطاء تشخيص لحالة معينة يلجؤون إلى الأمراض النفسية.

 

وأذكر جيدًا تلك الليلة التي طلبت مني أنجيليا أن أقترب منها وأعطتني مغلفًا صغيرًا كان تحت وسادتها، وكان في الظرف الصغير ورقة صفراء كتب عليها:

 

غدًا يا ابنتي سأعود إلى ميناء طرابلس، فأنا ابنة إله الموج جاريوس العظيم. أحببت والدك ولحقت به إلى بورتوفينو، وصادقت والدتك كي تبقى أمام عيني لأنني كنت أغار منها غيرة شديدة، وحين ماتت لم أستطع أن أتركك وحيدة وأعود إلى عالمي على الرغم من إلحاح أبي عليّ بالعودة، وقررت أن أعتني بك لكن غربتي توجعني وحان وقت السفر يا صغيرتي إلى ميناء طرابلس إلى أحضان والدي. تيريزا يا صغيرتي كوني شديدة الحذر في الحب فقد علمت أن أبي أراد الانتقام منك لأنك كنت سبب ابتعادي عنه لسنوات طويلة وسلط عليك إيروس ليعذبك.

 

يبدو أن الطبيب على حق، أمي المسكينة فقدت رشدها تمامًا، ابتسمت لها وداعبت شعرها محاولة أن أهدّئ انفعالها، فالمسكينة تتخيل أنها ابنة إله الموج! خرجت من غرفتها وذهبت مباشرة إلى غرفة الطبيب وأخبرته بما قالته أمي، فطلب مني أن أجاريها كي لا تنفعل ويتأزم وضعها النفسي وأدّعي تصديقها لربما تتحسن حالتها على الأدوية. ولما عدت إليها طلبت مني أن أنام إلى جانبها، وعلى الرغم من ضيق السرير، فإنني استسلمت لإرادتها ووضعت رأسها على صدري وغفونا معًا. استيقظت في الصباح ولَم أجدها، اعتقدت أن الممرضة أخذت أمي إلى غرفة التصوير الشعاعي، ولكن لم تلبث الممرضة أن دخلت الغرفة تسأل عنها. جن جنوني ورحت أركض في الطابق وألفّ بين الغرف وفي الحمّامات، سألت عنها كل من كان في المستشفى واتصلت بجميع أصدقائها وبالشرطة ولَم يجدها أحد! أمي أنجيليا اختفت ولا أحد يعرف مكانها.

 

أين هي أنجيليا أرموني؟ عشت أيامًا طويلة أبحث عنها في الشوارع كأنني أبحث عن قطرة مطر غافلت الشتاء وهربت. رحلت أنجيليا وتركت الحقيقة تصارعني، رحلت بوجهها البريء الذي يشبه الدمعة بصفائه. كيف استطاعت تلك المرأة الطيبة أن تجهضني بعد أن كبرت في كنفها؟

 

أنا تيريزا أكاديا ابنة الذاكرة المثقوبة بفعل الألم، ابنة والدتين مفقودتين...

 

تعالي إليّ يا أدريانا أرابيلا، أين أنت يا أنجيليا أرموني؟ أرغب في أن أرحل وأن تسندا لي السماء بأياديكما الطاهرة لأطير مرتاحة؛ لأطير بعيدًا وأعود متى أشاء بقليل من المطر لتغسلا به وجهي، فأراكما وأنبهر بالحياة من جديد. هكذا أرتفع في كل فجر نحو الخيوط البيضاء وأتمسك بكما. اليوم يا أمتاه تفرعت من شجرة المانيوليا يدان جديدتان أبكي وأنوح فوق راحتيهما؛ فالزهور تعرق فقط في كفوف من تحب!

 

لا أريد أن أحقد على أنجيليا بسبب رحيلها، فأنا أسمع عن الكره لكنني أقسم إنني لم أعرفه يومًا ولا أرغب في معرفته. ولطالما تمنيت أن أذوب كالياسمينة بين يدي كل من يصافحني بحب؛ كم أشعر بالضعف والوحدة والحنين وأعترف بأنني أصبحت مصابة بفوبيا الفقدان


اضف تعليق
عدد التعليقات :0
* الاسم الكامل
البريد الالكتروني
الحماية
* كود الحماية
البلد
هام جدا ادارة الموقع تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
مواضيع متعلقه
تيريزا أكاديا الفصل الأول تيريزا أكاديا الفصل الأول المحبة تتأنى وترفق، المحبة لا تحسد، المحبة لا تتفاخر المحبة تتأنى وترفق، المحبة لا تحسد، المحبة لا تتفاخر للعصافير المهاجرة للعصافير المهاجرة الأشجار تستحيل بليونة إلى آلات الأشجار تستحيل بليونة إلى آلات كل باب مقفل خلفه تكمن أسرار كل باب مقفل خلفه تكمن أسرار
تعليقات
Copyright © mariammichtawi.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع مريم مشتاوي
Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com