سيرة ذاتية
روايات
مقالات
حوارات
اخبار مريم مشتاوي
جاليري مريم مشتاوي
اصدارات
شعر مريم مشتاوي






مقالات الاديبة مريم مشتاوي الاسبوعية بالقدس العربي

03/09/2022 - 05:34:28 pm
مصر: أحكام تمييزية ضد فتيات «تيك توك»… ولاجئ سوري يدعو ملكة بريطانيا للإسلام
مريم مشتاوي /القدس العربي

مصر: أحكام تمييزية ضد فتيات «تيك توك»… ولاجئ سوري يدعو ملكة بريطانيا للإسلام

 

قضت محكمة مصرية بمعاقبة صانعة المحتوى حنين حسام ومودة الأدهم وثلاث فتيات آخريات، بالحبس سنتين، وغرامة 300 ألف جنيه (ما يعادل نحو 20 ألف دولار أمريكي) لكل منهن، لإدانتهن بالتعدي على القيم الاجتماعية.

وأكدت قناة «بي بي سي» عربي إحالة المتهمات الخمس إلى المحاكمة الجنائية بتهم «الاعتداء على قيم ومبادئ الأسرة المصرية والمجتمع، واستدراج الفتيات واستغلالهن عبر البث المباشر، وارتكاب جريمة الإتجار بالبشر، ونشر فيديوهات تحرض على الفسق والفجور، فضلا عن الهروب من العدالة ومحاولة التخفي وتشفير هواتفهن وحساباتهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي».

وقالت النيابة المصرية إن المتهمة الثانية «قامت بالإعلان عن طريق حساباتها على شبكة المعلومات لعقد لقاءات مخلة بالآداب، عن طريق دعوة الفتيات البالغات والقصر على حد سواء إلى وكالة أسستها عبر تطبيق التواصل الاجتماعي المسمى «لايكي» ليلتقين فيها بالشباب عبر محادثات مرئية مباشرة، وإقامة علاقات صداقة مقابل حصولهن على أجر يتحدد بمدى اتساع المتابعين لتلك المحادثات التي تذاع للكافة، دون تمييز وذلك على النحو المبين بالتحقيقات».

أبرزت وسائل الإعلام حديث المستشار محمد أحمد الجندي لحنين حسام: «المحكمة أخذتك بقسط من الرأفة مراعاة لظروف سنك وحداثتها، عسى أن يكون ما حدث درساً لك، وردعاً لمن يرغب في أن يقتدي بك في مثل هذا العمل المشين”. لأن الحكم الطبيعي على هذا النوع من القضايا 10 سنوات – على رأي المستشار – الذي يمثل «رمز العدالة» في مصر. كثير من الناشطين نددوا بالقرار، فيما حرصت المنابر الرسمية على اعتباره حكما عادلاً، لأن هذه الأصوات إضافة لـ «الضرر الاجتماعي» الذي تحدثه، فإنها أيضاً تنال من هيبة الدولة.

كما لو أن هناك ما ينال من هيبة الدولة وعدالتها أكثر من هذه الأحكام التمييزية الظالمة، التي تستهدف أولاً حضور المرأة المصرية في صناعة الرأي العام في بلدها والدفاع عن حقوقها في إبداء الرأي والتعبير عن نفسها بصوت عال. ولعل هذه الأحكام أيضا رسالة استباقية كما أخبرنا المستشار الجندي صراحة «ردعاً لمن يرغب في أن يقتدي بك» وقمعاً لأصوات نسوية وحقوقية بهدف الوصاية على حرية التعبير والسيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي. تقاس قوة الدول في العصر الحديث بالهامش الذي تتيحه لأبنائها في نقدها على كل المستويات دون الإخلال بالقيم الاجتماعية والثقافية لهذه الدول. وبالطبع دون تكريس ثقافة الخوف.

 

دعوة إلى الإسلام

 

أثار لاجئ سوري في بريطانيا جدلاً واسعاً في وسائل التواصل الاجتماعي بعد نشره لبوست – أقرب للهزل- على فيسبوك يدعو فيه الملكة إليزابيث الثانية إلى الدخول في الدين الإسلامي، لا سيما وأنه يريد بها خيراً، بعد حصوله على حق الحماية الإنسانية «اللجوء».

وقد عزز (الداعية) منشوره بصورة عن مراسلته إلى القصر الملكي في بريطانيا محتفيا بالإنجاز الذي أخذ منه على ما يبدو وقتاً طويلاً. جاءت رسالة الدعوة المذكورة مشابهة في سياقها إلى رسالة النبي الكريم الشهيرة إلى عظيم الروم هرقل: «مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَسْلِمْ تَسْلَمْ».

كذلك جاءت رسالة الداعية السوري التي كتبها باللغتين العربية والانكليزية: من أحمد عبدالله إلى الملكة إليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة. السلام على من اتبع الهدى. أما بعد فأني أحمدالله، الله الذي لا إله إلا هو، الملك القدوس، السلام المؤمن المهيمن. أدعوكِ إلى الإسلام، أقيمي الإسلام تسلمي ويؤتك الله أجرك مرتين، إن توليت فعليك إثم الكافرين. يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله، ولا نشرك به شيئاً، ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابًا من دون الله، فإن توليتم اشهدوا بأنا مسلمون. وقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصحي والسلام على من أتبع الهدى.

دافع أحمد عن مبادرته بالقول: دعوة أهل هذه البلاد وغيرهم إلى الله تعالى و»الدين الصحيح» بفئاتهم المجتمعية المختلفة بما فيه المجتمع السياسي وقادته هو واجب شرعي على كل مسلم ومسلمة. كثيرون اعتبروا أحمد «يهرف بما لا يعرف» عن أصول الدعوة، واعتبروا هذه المبادرة تشويها لصورة اللاجىء وتطاولا غير مقبول على مقام الملكة. ناهيك عن التعليقات التي لم تخل من خفة الظل، حيث اقترح أحد التعليقات: «برأيي تلموا وجاهة وتطلعوا عالقصر، هيك بتكون الدعوة أوجه ورسمية أكتر» فيما يعلق أخر بسخرية: اذا ما أسلمت لازم تفرض عليها الجزية.

نسي الداعية أحمد أن الملكة إليزابيث الثانية تحمل لقب «حامي الإيمان» و»حامي العقيدة» في بلادها، والمقصود بها الإيمان المسيحي، والرأس الأعلى للكنيسة الإنجليكانية وأن دعوتها بهذه الجرأة في زمن الإسلاموفوبيا هي تعزيز للخطاب اليميني. نسي الداعية أن يتحلى بأخلاق النبي، الذي دعا لملك الحبشة، ويدعي لملكة بريطانيا في قلبه إذا أرد لها الخير .

يذكر أن الداعية السوري ليس الوحيد في طرح هذه المبادرات الغرائبية، فقد ذكرت صحيفة «الصن» البريطانية قبل سنوات أن رجل دين يدعى أنجم شوادري دعا الملكة اليزابيث لاعتناق الاسلام لتضمن دخول الجنة. كما دعا إلى إحداث «انقلاب إسلامي» في المملكة المتحدة.

مثل هذه الأصوات غير المسؤولة – وبعيداً عن جدية أو هزلية منطقها – فهي أقرب للمضحك المبكي. وتسيء للإسلام والجاليات المسلمة أكثر ما تنفعها. حتى أنها تبرر للطغاة الذين هرب منهم هذا الداعية أو ذاك ليقولوا لدول اللجوء: ألم نقل لكم إننا نحارب الإرهاب؟!

 

الجنة تحت أقدام الأمهات

 

انتشر مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لسيدة أردنية تدعى فاطمة، في الثالث والخمسين من عمرها، استطاعت أن تتحدى ذاتها وتحقق حلمها في تحويل منزلها إلى أحد معالم مدينة السلط الأردنية. هكذا لاقت إعجاب وتقدير الآلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي لما يحمله ذلك المشروع من جهد وصبو ونجاح.

بدأت العمل في بيتها فقط بكيلو عدس! هذا كان كل ما تملكه. تغني وهي تعمل بجهد لتصيب كل من يشاهدها بشهية مفتوحة على الحياة. إنها أم عربية مكافحة. لم تشتك القلة ولم تطلب مساعدة أحد ولم تتشاءم، لكنها انكبت على العمل ليل نهار بروحها الجميلة مانحة الأمل لكل من عرفها.

لقد وجدت نفسها وحيدة في مواجهة قسوة الحياة ومجبرة على العمل لساعات طويلة جداً لتأمين حاجات أبنائها الخمسة بعد إصابة زوجها بالمرض.

تقول بكثير من الصراحة والاعتزاز: أنا كنت ضمن الذين يعيشون على خط الفقر. كنت فقيرة جداً. لكنها لم تستسلم لوضعها بل حولّت عام 2012 قسماً من منزلها القديم الذي أتعبه الزمن إلى بيت ضيافة. حاولت ترتيبه قدر المستطاع فحالتها المادية في ذلك الوقت كانت تحت الصفر. زينته وسمّته:

«بيت فاطمة الزعبي»

ليصبح مطبخها المحاط بشتلات من الورود ونباتات مزروعة داخل أوان من فخار مزاراً سياحياً لكل من يزور المدينة. تطبخ على طاولتها وتمد لها ابنتها الصغيرة يد العون. تقدم لروادها المأكولات التقليدية الشهية.

تأتينا أيام حالكة جداً نعتقد فيها أن الحياة على وشك الانتهاء. لكن من يرفع رأسه ولو قليلاً ساعة الألم قد يرى شعلة نور يتعلق بها.

فاطمة امرأة حديدية وأم يحتذى بخطواتها. غرفت من الضعف قوة لتؤمن حياة كريمة لأولادها.

في شظف الظروف وضيقها فقط يبزغ الأبطال.

 

 كاتبة لبنانيّة


اضف تعليق
عدد التعليقات :0
* الاسم الكامل
البريد الالكتروني
الحماية
* كود الحماية
البلد
هام جدا ادارة الموقع تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
مواضيع متعلقه
«أسطورة الرياض» في مواجهة «زعران» السوشال ميديا… من يعاقب... «أسطورة الرياض» في مواجهة «زعران» السوشال ميديا… من يعاقب... طفلة سورية تصمم من أكياس النفايات فساتين جميلة… وأخرى... طفلة سورية تصمم من أكياس النفايات فساتين جميلة… وأخرى... في لبنان: البؤس برعاية رسميّة … ورياضيّ جزائريّ يدفع... في لبنان: البؤس برعاية رسميّة … ورياضيّ جزائريّ يدفع... مصر: أحكام تمييزية ضد فتيات «تيك توك»… ولاجئ سوري يدعو... مصر: أحكام تمييزية ضد فتيات «تيك توك»… ولاجئ سوري يدعو... طرابلس تدفن أطفالها ونساءها وشيوخها والسياسيون قلقون... طرابلس تدفن أطفالها ونساءها وشيوخها والسياسيون قلقون...
تعليقات
Copyright © mariammichtawi.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع مريم مشتاوي
Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com