سيرة ذاتية
روايات
مقالات
حوارات
اخبار مريم مشتاوي
جاليري مريم مشتاوي
اصدارات
شعر مريم مشتاوي






مقالات الاديبة مريم مشتاوي الاسبوعية بالقدس العربي

30/08/2022 - 09:17:17 pm
مبدأ حق العودة و«فلسطنة» اللجوء السوري!
مريم مشتاوي /القدس العربي

مبدأ حق العودة و«فلسطنة» اللجوء السوري!

«دمشق لم تعد تشبهني، ولا تشبه ساكنيها اليوم. لقد منعت من العودة إليها لعدة سنوات، واضطررت إلى سبل صعبة كثيرة لزيارتها. وفي كل مرة أصل فيها إلى المدينة أشعر بغربة قاتلة. الشيء الوحيد الذي ممكن أن أتعرف إليه في دمشق هو الحجر والأماكن. أما الوجوه كلها فلقد اختلفت. كذلك الحياة.

بعض الأصدقاء الذين ما زالوا هناك في حالة فقد وانكسار، رغم محاولاتهم المستمرة للبقاء. أشعر اليوم بصعوبة العودة إلى «الشام» رغم أن المسافة بيني وبينها ساعتين في السيارة».

الكلام أعلاه هو جانب مما قالته الصحافية في «قناة بي بي سي» لينا سنجاب، في مقابلة مع «بود كاست نون» الذي تعده وتقدمه الصحافية اللبنانية ديانا مقلد. وقد نشره موقع «درج» الالكتروني.

أثارت سنجاب في هذه الحلقة مسألة «حق العودة للاجئين السوريين» مؤكدة أن «الأمر لا يخصنا كسوريين فقط، كثيرون من العالم العربي عاشوا مرارة التجربة، وأولهم الفلسطينيون الذين اقتلعوا من جذورهم. من الصعب جداً أن تشهد موت المدن. لقد عشت سابقاً موت دمشق، وأعيش اليوم بمرارة موت بيروت».

يمكن بسهولة لمس المرارة بصوت الإعلامية السورية جراء شعورها بالخذلان الأممي لقضية اللاجئين السوريين، الذين تجاوز عددهم 8 ملايين لاجئ، وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة. فالأحداث السورية خلّفت أكبر أزمة لجوء في العالم منذ الحرب العالمية الثانية.

وقد بلغ إجمالي عدد اللاجئين السوريين المسجلين الذين فروا منذ 2011، والذين يعيشون في الخارج 5689538 شخصاً حتى 31 يناير/ كانون الثاني 2022.

ويعيش غالبية السوريين الفارين في بلدان مجاورة (تركيا 3.7 مليون، لبنان 839.788. الأردن 673.188، العراق 256.006). ناهيك عن أكثر من 5 ملايين نازح داخل سوريا، بعد أن تم تهجيرهم وسط صمت دولي مريب، ذكّرنا إلى حد بعيد بذلك الصمت المستمر منذ أكثر من 70 عاماً على تهجير الفلسطينيين!

من هنا تثير قضية «حق العودة» بالنسبة للسوريين ألماً وبعداً فلسطينياً. فالسوريّون يعرفون قبل غيرهم مسيرة اللجوء الفلسطيني في بلادهم، حيث يوجد عددٌ من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين أبرزها مخيم اليرموك في دمشق ومخيم النيرب في حلب، ومخيم العائدين في حمص، ومخيم اللاذقية، ومخيم حماة.

وفيما يخوض الفلسطينيون صراعاً مع دولة الاحتلال الإسرائيلي حول رواية اللجوء منذ سبعين عامًا، بدأت حكومات في المنطقة باتخاذ خطوات حثيثة تدعو اللاجئين السوريين الى العودة. وقد ترافقت هذه الدعوات مع تصاعد موجة العنصرية ضدهم، كما هو الحال في تركيا.

لكن يرى كثيرون في المجتمع الدوليّ أنّ الأوضاع في سوريا لا تزال غير ملائمة لعودة اللاجئين. لا سيما وأن بيوتهم تم تدميرها، أو استوطن فيها غرباء تم استقدامهم بما يخدم سياسات سلطات الأمر الواقع هناك، كما يروي بعض اللاجئين السوريين في لبنان، ناهيك عن المراسيم التي أصدرها النظام السوري في السنوات الأخيرة لوضع اليد على ممتلكات المهجرين من بيوتهم أو تدميرها بشكل كامل، كما هي حال بعض الأحياء في ريف دمشق مثل داريا ودوما وجوبر والقابون.

هكذا نددت منظمات حقوقية ناقوس الخطر بعد صدور قوانين التنظيم العمراني في سوريا الذي سيحرم ملايين النازحين واللاجئين من العودة إلى منازلهم في حال لم يتمكنوا من إثبات ملكيتهم. كذلك يصعب تطبيق مبدأ «حق العودة» للسوريين في ظل فشل ما يسمى لجان المصالحة الوطنية التي تقدم فروض الولاء على حساب حق العودة الكريمة لكل السوريين إلى بلادهم.

 

العنصرية تطارد السوريين

 

انتشر مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي فيديو صادم لامرأة سورية في السبعين من عمرها تدعى ليلى محمد. وذلك بعد أن ركلها رجل تركي على وجهها. قيل إن سجله الإجرامي حافل. تضامن عدد كبير من رواد التواصل الاجتماعي معها. كما عبروا عن ألمهم وغضبهم بنشر صورهم وهم يضعون أيديهم على أعينهم، تماماً كما ظهرت هي في الفيديو، معلقين أن الركلة أصابت الجميع.

هي ليست قصة الاعتداء الوحيدة. فالسوريون في مواعيد منذ عدة سنوات مع العذاب والبؤس والقهر، والموت والجوع والتشرد.

وكأن الحرب وويلاتها المنهمرة فوق رؤوس أهالينا لم تكن كافية؟! جاءت الهجرة لتزيد الطين بلة.

بدأت القصة حين اتهم الرجل التركي تلك السيدة العجوز بخطف الأطفال في ولاية غازي عنتاب ليفاجئها بركلة على وجهها، وهي جالسة على مقعد خشبي. تحني ظهرها وتصرخ من شدة الألم، ثم ترفع رأسها وتضع يدها على عينها اليمنى وهي تشهق بالبكاء. منظر لا يقوى عليه من في قلبه حتى القليل من الإنسانية والرحمة. كثيرون اعتبروا أن الاعتداء جاء نتيجة للعنصرية التي تلاحق السوريين في بعض بلدان لجوئهم. وقد قام أحد الفنانين برسم تلك السيدة، كما ظهرت بعد الحادثة وكتب على يدها الشمال: «أوقفوا العنصرية»!

جاءت تعليقات كثيرة على الحادثة كان أبرزها:

«يلا حملة جديدة لإظهار الصور الشخصية… شو هالتضامن… التضامن هو العمل على تغيير جذري في الإجراءات ضد العنصرية… صناع القرار هم يلي لازم يتضامنوا لمنع العنصرية».

أما الصحافي التركي بشار يافوز، فقد غرّد التالي:

«لا للعنصرية. يجب أن نقف معاً ضد العنصرية التي تتعارض مع الطبيعة البشرية وتمنع المجتمع من العيش معاً».

إنه زمن الوحوش والمتوحشين. زمن لا يليق بالإنسان. ربما الحل الوحيد أمامنا هو هجرة جماعية إلى كوكب آخر قد يكون أكثر رحمة من كوكبنا التعيس.

 

كاتبة لبنانيّة


اضف تعليق
عدد التعليقات :0
* الاسم الكامل
البريد الالكتروني
الحماية
* كود الحماية
البلد
هام جدا ادارة الموقع تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
مواضيع متعلقه
«أسطورة الرياض» في مواجهة «زعران» السوشال ميديا… من يعاقب... «أسطورة الرياض» في مواجهة «زعران» السوشال ميديا… من يعاقب... طفلة سورية تصمم من أكياس النفايات فساتين جميلة… وأخرى... طفلة سورية تصمم من أكياس النفايات فساتين جميلة… وأخرى... في لبنان: البؤس برعاية رسميّة … ورياضيّ جزائريّ يدفع... في لبنان: البؤس برعاية رسميّة … ورياضيّ جزائريّ يدفع... مصر: أحكام تمييزية ضد فتيات «تيك توك»… ولاجئ سوري يدعو... مصر: أحكام تمييزية ضد فتيات «تيك توك»… ولاجئ سوري يدعو... طرابلس تدفن أطفالها ونساءها وشيوخها والسياسيون قلقون... طرابلس تدفن أطفالها ونساءها وشيوخها والسياسيون قلقون...
تعليقات
Copyright © mariammichtawi.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع مريم مشتاوي
Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com